-->
علاء الدين للمعلومات علاء الدين للمعلومات
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

لعنة المومياء المجهولة

لعنة المومياء المجهولة

مقدمة الرحلة

في ليلة صيفية هادئة في مدينة الأقصر، كان "حسين"، عالم الآثار الشاب، يستعد لرحلة استكشافية جديدة في وادي الملوك. كان حسين مفعمًا بالحماس لاكتشاف مقبرة فرعونية لم يتم العثور عليها من قبل. حصل على معلومات سرية من مخطوطة قديمة تشير إلى وجود مقبرة لفرعون غير معروف يدعى "سخم رع".

الفريق والتحضير

انطلق حسين مع فريقه الصغير المكون من ثلاثة أشخاص: "ليلى"، خبيرة النقوش الهيروغليفية، "عمرو"، المهندس المتخصص في البنية المعمارية القديمة، و"سعيد"، المرشد المحلي الذي يعرف تضاريس الوادي جيدًا. بدأوا رحلتهم مع شروق الشمس، متجهين نحو الموقع المحدد في المخطوطة.

المدخل المخفي

بعد ساعات من المشي تحت شمس الصحراء الحارقة، وصلوا إلى مدخل مخفي بين الصخور. كان المدخل مغطى بالرمال والصخور الصغيرة، مما يدل على أنه لم يمسه أحد منذ آلاف السنين. بدأوا بإزالة العوائق بحذر، وعندما انتهوا، ظهرت أمامهم بوابة حجرية مزينة بنقوش غامضة.

التحذير والدخول

تفحصت ليلى النقوش وقالت: "تحذيرات من الدخول... تتحدث عن لعنة تصيب كل من يتعدى على حرمة هذا المكان". ابتسم حسين وقال: "نحن علماء، ولا نؤمن باللعنات. دعونا نستكشف ما بداخلها".

دخل الفريق إلى الممر المظلم، مستخدمين المصابيح الكاشفة لإضاءة الطريق. كانت الجدران مغطاة برسومات تصور طقوسًا غريبة وآلهة غير معروفة. شعر الجميع ببرودة غريبة، رغم الحرارة الشديدة في الخارج.

لعنة المومياء المجهولة


قاعة الاكتشاف

وصلوا إلى قاعة واسعة تحتوي على توابيت حجرية وتماثيل لآلهة لم يروا مثلها من قبل. في وسط القاعة، كان هناك تابوت ضخم مزخرف بالذهب والأحجار الكريمة. قال عمرو بدهشة: "هذا اكتشاف مذهل!".

التابوت المجهول والصندوق الأبنوسي

اقترب حسين من التابوت وقال: "قد يكون هذا هو تابوت الفرعون سخم رع". حاولوا فتحه، وبعد جهد كبير، تمكنوا من رفع الغطاء. لكنهم لم يجدوا مومياء كما توقعوا، بل وجدوا صندوقًا صغيرًا مصنوعًا من الأبنوس ومغلقًا بإحكام.

القلادة الملعونة

فتحت ليلى الصندوق بحذر، ووجدت بداخله قلادة ذهبية تحمل جوهرة حمراء تشع بضوء خافت. عندما لمستها، شعرت بوخزة في يدها وسحبتها بسرعة. قال سعيد بقلق: "ربما يجب أن نترك هذا المكان. لدي شعور سيئ".

تجاهل حسين مخاوفه وقال: "هذا الاكتشاف سيجعلنا مشهورين. لنأخذ القلادة لدراستها".

لعنة المومياء المجهولة


بداية اللعنة

بينما كانوا يستعدون للمغادرة، بدأت الأرض تهتز قليلاً، وسمعوا صوت همسات قادمة من أعماق الممرات. قال عمرو: "هل شعرتم بذلك؟". أجاب حسين: "ربما زلزال بسيط، لنخرج من هنا بسرعة".

عندما خرجوا من المقبرة، لاحظوا أن الشمس قد غربت، والظلام يحيط بهم. قال سعيد: "لا يمكن أن يكون الوقت متأخرًا هكذا! لقد دخلنا في الصباح!". نظرت ليلى إلى ساعتها وصرخت: "إنها منتصف الليل! كيف؟".

بداية الكابوس

شعروا بالارتباك، وقرروا العودة إلى المخيم. أثناء سيرهم، بدأت أصوات غريبة تحيط بهم، وظلال تتحرك بين الصخور. قال سعيد بخوف: "هناك أحد يتبعنا". توقفوا ونظروا حولهم، لكن لم يروا أحدًا.

وصلوا إلى المخيم، لكنهم وجدوا الخيام ممزقة، والأمتعة مبعثرة. قال عمرو: "يبدو أن الحيوانات البرية هاجمت المكان". فجأة، ظهرت أمامهم امرأة ترتدي ثوبًا فرعونيًا قديمًا، بملامح جامدة وعينين خاليتين من الحياة. قالت بصوت عميق: "أعدوا ما أخذتموه، وإلا ستلقون مصيرًا أسوأ".

حارسة المقبرة وجيش الظلال

تجمد الجميع في مكانهم. سأل حسين بتلعثم: "من أنت؟". أجابت: "أنا حارسة مقبرة سخم رع، والقلادة هي مفتاح لعنته. بإخذكم لها، أطلقتم العنان لقوى لا تستطيعون فهمها".

حاولت ليلى إعادة القلادة، لكنها اختفت من حقيبتها. قالت بذعر: "ليست معي! لقد كانت هنا!". بدأ الظلام يزداد كثافة، والرياح تعصف بالرمال حولهم. ظهرت أشباح محاربين فرعونيين تحيط بهم من كل جانب.

صرخ سعيد: "يجب أن نهرب من هنا!". حاولوا الركض، لكن الرمال بدت وكأنها تبتلع أقدامهم. قال عمرو: "لا يمكننا التحرك!".

عرض التضحية

تذكر حسين الوخزة التي شعرت بها ليلى عند لمس القلادة، وفكر أن الدم هو الذي فعل ذلك. قال: "ربما دم ليلى هو الذي فعّل اللعنة. يجب أن نجد القلادة وننهي هذا الأمر".

ظهرت الحارسة مرة أخرى وقالت: "الوقت ينفد. أرواحكم ستنضم إلى جيش سخم رع".

صرخت ليلى: "أرجوكِ، ساعدينا! لم نكن نعلم!". نظرت إليها الحارسة وقالت: "هناك طريقة واحدة فقط. يجب أن تضحي بروحك لإرضاء الفرعون".

تضحية ليلى

ارتعب الجميع. قال حسين: "لا يمكننا قبول ذلك!". نظرت ليلى إلى أصدقائها وقالت بحزم: "إذا كان هذا سينقذنا، فسأفعل".

قبل أن يتمكنوا من منعها، تقدمت ليلى نحو الحارسة. أمسكت الحارسة بيدها، واختفت الاثنتان في غمضة عين. عادت الرياح إلى هدوئها، واختفت الأشباح.

البحث عن ليلى في المقبرة

جلس الثلاثة الباقون في صمت، غير مصدقين ما حدث. قال عمرو بصوت مكسور: "ليلى... لقد ضحت بنفسها من أجلنا". بكى سعيد وقال: "يجب أن نخبر السلطات ونعود لإحضارها".

حاول حسين تهدئتهم، وقال: "لن نغادر بدونها. سنعود إلى المقبرة ونجد طريقة لإعادتها".

في اليوم التالي، عادوا إلى المقبرة. دخلوا إلى القاعة الكبرى، ووجدوا التابوت مفتوحًا كما تركوه. لكن هذه المرة، كانت ليلى مستلقية داخله، بملامح هادئة وعينين مغلقتين. اقتربوا منها، وحاولوا إيقاظها، لكنها لم تستجب.

لعنة المومياء المجهولة


المواجهة مع الفرعون

ظهر لهم رجل يرتدي زي فرعون، بعينين متوهجتين. قال: "لقد أخذت ما هو لي. ارحلوا قبل أن تنضموا إليها".

قال حسين بغضب: "لن نغادر بدونها!". رفع الفرعون يده، وبدأت الجدران تنهار. صرخ عمرو: "يجب أن نهرب الآن!".

حمل حسين جسد ليلى، وركضوا نحو المخرج. بالكاد تمكنوا من الخروج قبل أن ينهار المدخل خلفهم. جلسوا خارج المقبرة، يلتقطون أنفاسهم. بدأت ليلى تتحرك ببطء، وفتحت عينيها. قالت بصوت ضعيف: "ما الذي حدث؟".

عودة ليلى والتغيير

فرح الجميع بأنها عادت. قال حسين: "لقد عدتِ! كيف؟". أجابت: "لا أتذكر الكثير. رأيت الحارسة، وقالت إن التضحية قُبلت".

قرروا العودة إلى المدينة، وعاهدوا أنفسهم على عدم التحدث عما حدث لأي شخص. لكن مع مرور الأيام، بدأت ليلى تتصرف بشكل غريب. كانت تنسى أمورًا بسيطة، وتتكلم بلغة غريبة في نومها.

زارها حسين وعمرو في منزلها، ووجداها تكتب رموزًا هيروغليفية على الجدران. سألها حسين: "ليلى، ما الذي تفعلينه؟". نظرت إليهم بعينين خاويتين وقالت بصوت عميق: "أنا سخم رع، وعدت لاستعادة مملكتي".

طلب المساعدة الروحانية

أدركوا أن روح الفرعون قد استولت على جسد ليلى. قال عمرو: "يجب أن نفعل شيئًا!". قرروا زيارة شيخ معروف بعلومه الروحانية.

استمع الشيخ إلى قصتهم وقال: "لقد أطلقتُم لعنة قديمة. الطريقة الوحيدة لإنقاذ صديقتكم هي بإعادة القلادة إلى مكانها وإتمام طقس التطهير".

سأل حسين: "لكن القلادة اختفت! كيف نجدها؟". أجاب الشيخ: "ستجدونها حيث بدأت اللعنة".

إعادة القلادة والطقس

عادوا إلى المقبرة المدمرة، وحفروا بين الأنقاض. وجدوا الصندوق الأبنوسي، والقلادة بداخله. بدأوا في أداء الطقس الذي وصفه لهم الشيخ.

أثناء الطقس، بدأت ليلى تصرخ وتتلوى. ظهرت الحارسة مرة أخرى وقالت: "لقد أظهرتُم الشجاعة والإخلاص. سيتم تحرير روح صديقتكم".

انبعث نور قوي، وسقطت ليلى على الأرض فاقدة للوعي. عندما استيقظت، كانت هي نفسها مرة أخرى. ابتسمت وقالت: "شكرًا لكم".

ما بعد الكارثة والدرس المستفاد

عادوا إلى حياتهم الطبيعية، لكن التجربة تركت أثرًا عميقًا في نفوسهم. تعلموا أن بعض الأسرار يجب أن تبقى مدفونة، وأن الاحترام واجب تجاه تراث الأجداد.

اللعنة الباقية

في إحدى الليالي، بينما كان حسين يجلس في شرفته، رأى نجمًا يسقط في الأفق باتجاه وادي الملوك. شعر بقشعريرة تسري في جسده، وأدرك أن اللعنة قد تكون نائمة، لكنها لم تنتهِ تمامًا.

نهاية

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

علاء الدين للمعلومات

2016