الغرفة 13- قصة رعب |
في قلب مدينة كبيرة، كان هناك فندق قديم يعرف باسم "الفندق الأزرق". كان الفندق مشيدًا في أواخر القرن التاسع عشر، وكان شهيرًا بفخامته وأناقة تصميمه. لكن كان هناك شيء غريب حول هذا الفندق: الغرفة رقم 13 لم تكن تظهر على أي خريطة أو دليل للفندق، وكان جميع الموظفين يتجنبون الحديث عنها.
قرر
ياسر، صحفي استقصائي معروف بشجاعته، أن يكشف أسرار الغرفة 13. بعد أن سمع العديد
من القصص المخيفة حولها، استأجر غرفة في الفندق تحت اسم مستعار وبدأ تحقيقه. في
الليلة الأولى، لاحظ أن الغرفة 13 ليست موجودة على أي خريطة للفندق، لكن عندما
استفسر عنها، تلقى ردودًا غامضة ومخيفة من الموظفين.
في
الليلة الثانية، وبينما كان يتجول في الطوابق العليا، لمح بابًا غير مرقم في نهاية
ممر مظلم. شعر بالفضول واقترب من الباب. كانت الأجواء مشحونة بالرعب، وشعر
بقشعريرة تسري في جسده. جمع شجاعته وفتح الباب ببطء.
وجد
نفسه في ممر طويل ومظلم، وكانت الجدران مغطاة بورق حائط قديم وممزق. تقدم بحذر،
وكلما تقدم، سمع أصوات همسات وصدى خطوات خلفه. في نهاية الممر، وجد بابًا آخر
مكتوبًا عليه بالدماء الجافة "الغرفة 13".
فتح
الباب ببطء، ووجد نفسه في غرفة فسيحة مليئة بالأثاث القديم المغبر. كانت هناك مرآة
كبيرة تغطي الجدار الأيسر، وسرير بأربعة أعمدة في منتصف الغرفة. فجأة، انغلق الباب
خلفه بقوة، وانطفأت الأنوار.
حاول
ياسر تشغيل مصباحه اليدوي، لكنه توقف عن العمل بشكل غير مفهوم. بينما كان يحاول
استعادة هدوئه، بدأت المرآة تعكس صورًا غريبة ومشوهة. رأى فيها امرأة شابة بملامح
شاحبة ترتدي فستانًا أبيض ممزق، كانت تصرخ وتبكي بشكل هستيري.
بدأت
المرأة في المرآة تتحدث، وكانت كلماتها غير مفهومة في البداية، لكنها سرعان ما
أصبحت أكثر وضوحًا. قالت إنها كانت نزيلة في الفندق قبل عشرات السنين، وأنها قتلت
بوحشية في هذه الغرفة على يد عاشقها الذي جن جنونه. منذ ذلك الحين، كانت روحها
محبوسة في الغرفة 13، تبحث عن من يحررها.
بينما
كان يستمع للرواية المروعة، شعر ياسر بشيء يلمس كتفه. التفت ليجد نفس المرأة تقف
خلفه، بعينين مليئتين بالدموع والحزن. توسلت إليه: "ساعدني، أرجوك". جمع
شجاعته وسألها عن الطريقة التي يمكنه بها تحريرها.
أشارت
المرأة إلى صندوق صغير مخفي تحت السرير. فتح ياسر الصندوق ليجد بداخله مذكرات
قديمة وسكينًا مغطى بالدماء الجافة. بدأت المرأة تتلاشى ببطء، وهمست: "استخدم
المذكرات لفهم ما حدث، والسكين لتدمير هذا الكابوس".
قضى
ياسر بقية الليل في قراءة المذكرات، التي كانت تحتوي على تفاصيل مرعبة عن حياة
المرأة وموتها. في الصباح الباكر، استخدم السكين لتحطيم المرآة. انطلقت صرخة
مروعة، وتحطمت المرآة إلى قطع صغيرة، واختفى الشعور بالخوف الذي كان يملأ الغرفة.
عاد
ياسر إلى غرفته وأعد تقريرًا مفصلًا عن تجربته. نشر قصته في مجلة مشهورة، وأصبحت
الغرفة 13 حديث المدينة. تم إغلاق الفندق الأزرق بشكل دائم، وتحولت القصة إلى
أسطورة محلية تروى للأجيال. كان ياسر يعلم أن عمله كان أكثر من مجرد تقرير صحفي،
فقد حرر روحًا معذبة وأثبت أن بعض الأماكن تحتفظ بأسرار لا يمكن للعقل البشري أن
يتخيلها.
إرسال تعليق