في
إحدى الليالي الباردة من شهر ديسمبر، كانت المدينة الجديدة تغرق في ظلام دامس. لم
يكن هناك أي ضوء سوى القمر الذي كان يضيء السماء بنوره الفضي. كانت الشوارع خالية
تمامًا، وكأنها مدينة أشباح. لم يكن هناك أي صوت سوى الرياح التي كانت تعصف
بالأشجار وتصدر أصواتًا مخيفة.
في هذه
المدينة، كان هناك منزل قديم مهجور يقع في نهاية شارع طويل وموحش. كان هذا المنزل
معروفًا بين سكان المدينة بأنه مسكون بالأشباح. لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه،
وكان الجميع يتجنبون المرور بجانبه حتى في وضح النهار.
في تلك
الليلة، قرر شاب يدعى أحمد أن يكتشف حقيقة هذا المنزل. كان أحمد شجاعًا ولا يؤمن
بالخرافات، وكان يعتقد أن كل ما يقال عن هذا المنزل مجرد قصص خيالية. حمل أحمد
مصباحه اليدوي وتوجه نحو المنزل المهجور.
عندما
وصل أحمد إلى باب المنزل، شعر بقشعريرة تسري في جسده. كان الباب مكسورًا ومفتوحًا
على مصراعيه، وكأن المنزل يدعوه للدخول. تردد أحمد للحظة، لكنه قرر في النهاية أن
يدخل. أضاء مصباحه اليدوي وبدأ في استكشاف المنزل.
كانت
الغرف مظلمة ومليئة بالغبار، والأثاث متهالك ومغطى بشبكات العنكبوت. كان الجو داخل
المنزل باردًا بشكل غير طبيعي، وكأن هناك شيئًا غير مرئي يراقبه. بينما كان أحمد
يتجول في المنزل، سمع صوت خطوات خلفه. استدار بسرعة، لكنه لم يجد أحدًا. شعر
بالخوف، لكنه حاول أن يبقى هادئًا.
عندما دخل أحمد الغرفة، وجد نفسه في غرفة نوم
قديمة. كانت هناك سرير قديم في الزاوية، وعلى السرير كانت هناك دمية قديمة مكسورة.
فجأة، بدأت الدمية تتحرك وتصدر أصواتًا مخيفة. شعر أحمد بالرعب وحاول الهروب، لكنه
وجد الباب مغلقًا خلفه.
بدأت الأشياء تتحرك في الغرفة من تلقاء نفسها، وبدأت الأصوات تزداد قوة. شعر أحمد بأنه محاصر، ولم يكن يعرف ماذا يفعل. فجأة، ظهرت أمامه شبح امرأة ترتدي ثوبًا أبيض. كانت المرأة تبكي وتقول: “ساعدني، أرجوك ساعدني”. شعر أحمد بالرعب، لكنه حاول أن يتحدث معها.
قال أحمد: “من أنت؟ وماذا تريدين؟”
ردت المرأة: “أنا روح محبوسة في هذا المنزل. لقد
قتلت هنا منذ سنوات طويلة، وروحي لم تجد السلام. أرجوك، ساعدني على الخروج من هذا
المكان.”
شعر أحمد بالحزن على هذه الروح المسكينة، وقرر أن
يساعدها. سألها: “كيف يمكنني مساعدتك؟”
قالت المرأة: “يجب أن تجد جثتي وتدفنها في المقابر. هذا هو السبيل الوحيد لتحرير روحي.”
وافق أحمد على مساعدتها، وبدأ في البحث عن جثتها.
بعد ساعات من البحث، وجد جثة المرأة مدفونة في قبو المنزل. حمل الجثة وخرج بها من
المنزل، وتوجه إلى أقرب مقابر لدفنها.
عندما دفن أحمد الجثة، شعر بأن الروح قد تحررت.
عاد إلى المنزل المهجور ليجد أن كل شيء قد عاد إلى طبيعته. لم يعد هناك أي أصوات
مخيفة، واختفت الدمية المتحركة. شعر أحمد بالراحة لأنه تمكن من مساعدة الروح
المسكينة.
منذ ذلك اليوم، لم يعد المنزل مسكونًا بالأشباح،
وعاد الناس إلى العيش في المدينة الجديدة بسلام. لكن أحمد لم ينسَ أبدًا تلك
الليلة المرعبة، وظل يتذكرها دائمًا كواحدة من أكثر التجارب رعبًا في حياته.
إرسال تعليق